قبل قاضي محكمة شؤون الأسرة ،القاضي ايرز شاني، الدعوى القضائية التي تقدمت بها شقيقتان بطلب تنفيذ وصية والدتهم الراحلة وذلك بعد معارضة أحفاد الراحلة وهم أبناء ابنها للراحلة الذي توفي هو أيضاً، ورفض القاضي ادعاء الأحفاد بأن الراحلة تعرضت لتأثير سلبي من قبل بناتها خلال كتابة الوصية وفرض عليهم دفع رسوم المحكمة بقيمة 5 ألاف شيكل.
واعتبر القاضي أنه ليس من وظيفة المحكمة أن تنظر فيما اذا كانت الوصية منصفة وأخلاقية لكن وظيفتها تقتصر على جزئية إذا ما تعرض كاتب الوصية إلى أي نوع من الضغوط والتأثيرات السلبية الخارجية.
من المخول بالبت في النزاع حول الوصية؟
وتطرق الملف إلى وصية كتبتها سيدة راحلة توفيت قبل أربع سنوات وكانت عند وفاتها أرملة وأم لأبنتين بعد أن توفي ابنها قبل عدة سنوات من وفاتها. بنات الراحلة طلبن من المحكمة تنفيذ الوصية بينما أحفادها الثلاثة وهم أبناء ابنها الراحل عارضوا تنفيذ الوصية بدعوى ممارسة الضغوط على الراحلة من قبل عماتهم، مشيرين إلى أن علاقة الجدة بأبيهم كانت جيدة وأنه لا يوجد أي سبب منطقي لإخراجهم من الوصية بينما أدعين بنات الراحلة أن الأحفاد قطعوا صلتهم بجدتهم الأمر الذي آلمها كثيراً.
وكتب القاضي شاني أنه من الطبيعي أن يقوم الراحل بتقسيم الوصية بين الورثة ولكن من المعمول به أنه وبسبب ظروف حياته يمكن للإنسان أن يُدخل تعديلات على الوصية بناء على علاقاته بأبنائه وبالورثة ويكفل له القانون هذا الحق.
وأعتبر القاضي أنه ليس من وظيفة المحكمة أن تحقق في منطق الوصية وفي رغبات الراحل أو الراحلة وأن وظيفة المحكمة تكمن في التأكد من مصداقية الوصية وما اذا كُتِبَتَ دون تعرض كاتبها إلى أي ضغوط. وأشار القاضي شاني أن المبدأ الأول يكمن في احترام رغبة كاتب الوصية وهذا المبدأ يَحَظُرِ ادخال أي تعديلات عليها حتى وإن بدت في نظر أحد الأطراف أنها غير منطقية وأشار القاضي أنه ليس من وظيفة المحكمة أن تقرر مدى أخلاقية الوصية وكاتبها أو تنتقد اعتبارات كاتب الوصية مشيراً أنه في الملف المطروح أمامه لم يثبت الأحفاد أن قطع علاقتهم مع جدتهم لم يكن بسببهم.
وأشار القاضي أن الجدة ساعدة ابنها الراحل ،والد أحفادها، على شراء شقته السكنية التي ورثها الأحفاد بالكامل عن أبيهم ما يعني أنه بشكل غير مباشر خصصت لهم الجدة من مالها شقة أبيهم الراحل التي اشتراها بمساعدتها. وخَلُصَ القاضي أنه وعلى ضوء العلاقة الفاترة بين الجدة وبين أحفادها قررت الراحلة عدم شملهم في الوصية وأنه لا علاقة لقرارها هذا بماهية علاقتها بابنها الرحل ولا يعني أنها لم تكن تحبه، لافتا إلى أن الراحلة كتبت وصيتها بعد وفاة ابنها.