سعت النيابة إلى إصدار حكم بالسجن الفعلي 4 سنوات على رجل أُدين بالاعتداء والتهديد في ظروف مشددة على زوجته، لكن قاضي المحكمة اللوائية في بئر السبع ،القاضي يوفال ليفديرو، قام بتشديد الحكم وأمر بسجن المتهم لخمسة أعوام.
وجاء في لائحة الاتهام أن المتهم وصل إلى منزله بعد زيارة والدته حيث كانت زوجة المتهم وأطفالهم في غرفهم في المنزل، ودخل المدعى عليه إلى المنزل وهو في حالة من التوتر، وبعد حوار قصير مع زوجته في غرفة المعيشة بالمنزل ارتفع صوته وبدأ بالصراخ واعتدى عليها بالضرب.
وجاء في اللائحة أن الزوج ألقى بهاتف محمول على زوجته ووجه لها عدة ضربات بيديه وقدميه وقام بلكمها على وجهها وسحبها من رقبتها وضرب رأسها بالحائط. واصيبت الزوجة بنزيف وسقطت على الأرض وواصل المتهم الاعتداء عليها بركلها على قدميها، ونادى المدعى عليه على ابنته وطالبها بتنظيف الدم من على الأرض، وخرجت الفتاة من غرفتها وجاءت إلى غرفة المعيشة فأذهلها المشهد فهربت من المنزل إلى منزل عمتها.
وفي غضون ذلك سكب المتهم الماء على صاحبة الشكوى التي كانت ملقاة على الأرض واستمر في ضربها ثم نادى على ابنته الثانية وطلب منها تنظيف الدم الذي كان على الأرض. وهنا طلبت الابنة من والدها التوقف فصفعها وعادت إلى غرفتها، وأثناء ذلك تمكنت الزوجة من الوقوف والهرب من المنزل. وجاء ابن المتهم والضحية إلى المنزل وشاهدها خارج المنزل وقام بإدخالها إلى غرفة المعيشة حيث واصل المتهم ضربها وطلب المدعى عليه لاحقًا من ابنه أن يأخذ والدته إلى الغرفة ففعل ذلك ووضع المشتكية في سريرها وقامت ابنته بتنظيف الدماء.
في الوقت نفسه وصلت الابنة إلى منزل ابناء عمومتها وأخبرتهم أن والدها ضرب والدتها وضرب رأسها بالحائط، وقامت ابنة عمها عند الساعة الـ 12.15 صباحاً بالاتصال بالشرطة التي وصلت إلى منزل صاحبة الشكوى حيث رأى عناصر الشرطة المشتكية وهي ملقاة في غرفتها وتعاني من كدمات وتئن من الألم، واستدعت الشرطة نجمة داود الحمراء وتم نقل صاحبة الشكوى إلى المستشفى لتلقي.
وطالبت النيابة بعقوبة إجمالية قدرها أربع سنوات من السجن الفعلي والمراقبة بالإضافة إلى تعويضات مالية كبيرة، ورأت النيابة أن هناك ضرورة لإدانة واستئصال العنف في الأسرة للزوجين وللأبناء. وأشار المدعي إلى خطورة أفعال المدعى عليه بما في ذلك مدة العنف المستخدمة ،وأشار إلى حقيقة أن المدعى عليه اختار الاستمرار وعدم التوقف عن أعماله العنيفة في كل مرحلة من مراحل الحادث وإلى تسببه في أضرار نفسية جسيمة طويلة المدى.
ولم يكتفي القاضي بسجنه 4 سنوات فقط كما طلبت النيابة، وحكم على المدعى عليه بالسجن 5 سنوات ، بالإضافة إلى تعويض قدره 30 ألف شيكل. “حتى بعد كل هذا الاعتداء القاسي والمؤلم، لم يقدم المدعى عليه الرعاية الطبية للمشتكية التي كان ترقد في الفراش وهي تعاني من كسور وكدمات وتئن من الألم. وبدلاً من ذلك اختار المتهم تدخين الشيشة”.
وأشار القاضي إلى أنه هناك حاجة حقيقية للتعامل مع هذه الظاهرة الخبيثة والمتمثلة باعتداء الازواج على زوجاتهم.
وأضاف القاضي ” إن العقوبة التي أنوي فرضها على المتهم والتي يمكن أن تكون أشد قليلاً من معيار العقوبة، هي في الواقع ضمن العقوبة المناسبة للمتهم”.